کد مطلب:109871 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:137
یذكر فیها فضائل أهل البیت وَنَاظِرُ قَلْبِ اللَّبِیبِ بِهِ یُبْصِرُ أَمَدَهُ، وَیَعْرِفُ غَوْرَهُ وَنَجْدَهُ. دَاعٍ دَعَا، وَرَاعٍ رَعَی، فَاسْتَجِیبُوا لِلدَّاعِی، وَاتَّبِعُوا الرَّاعِیَ. قَدْ خَاضُوا بِحَارَ الْفِتَنِ، وَأَخَذُوا بِالْبِدَعِ دُونَ السُّنَنِ، وَأَرَزَ الْمُؤْمِنُونَ، وَنَطَقَ الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ. نَحْنُ الشِّعَارُ وَالْأَصْحَابُ، وَالْخَزَنَةُ وَالْأَبْوَابُ، وَلاَ تُؤْتَی الْبُیُوتُ إِلاَّ مِنْ أَبْوَابِهَا، فَمَنْ أَتَاهَا مِنْ غَیْرِ أَبْوَابِهَا سُمِّیَ سَارِقاً. منها: فِیهِمْ كَرَائِمُ الْقُرْآنِ، وَهُمْ كُنُوزُ الرَّحْمنِ، إِنْ نَطَقُوا صَدَقُوا، وَإِنْ صَمَتُوا لَمْ یُسْبَقُوا. فَلْیَصْدُقْ رَائِدٌ أَهْلَهُ، وَلْیُحْضِرْ عَقْلَهُ، وَلْیَكُنْ مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ، فَإِنَّهُ مِنْهَا قَدِمَ، وَإِلَیْهَا یَنْقَلِبُ. وَالنّاظِرُ بِالْقَلْبِ، الْعَامِلُ بِالْبَصَرِ، یَكُونُ مُبْتَدَأُ عَمَلِهِ أَنْ یَعْلَمَ: أَعَمَلُهُ عَلَیْهِ أَمْ لَهُ! فَإِنْ كَانَ لَهُ مَضَی فِیهِ، وَإِنْ كَانَ عَلیْهِ وَقَفَ عِنْدَهُ. فَإِنَّ الْعَامِلَ بَغَیْرِ عِلْمٍ كَالسَّائِرِ عَلَی غیْرِ طَرِیقٍ، فَلاَ یَزِیدُهُ بُعْدُهُ عَنِ الطَّرِیقِ الْوَاضِحِ إِلاَّ بُعْداً مِنْ حَاجَتِهِ، وَالْعَامِلُ بالْعِلْمِ كَالسَّائِرِ عَلَی الطَّرِیقِ الْوَاضِحِ، فَلْیَنْظُرْ نَاظِرٌ: أَسَائِرٌ هُوَ أَمْ رَاجِعٌ! وَاعْلَمْ أَنِّ لِكُلِّ ظَاهِرٍ بَاطِناً عَلی مِثَالِهِ، فَمَا طَابَ ظَاهِرُهُ طَابَ بَاطِنُهُ. وَمَا خَبُثَ ظَاهِرُهُ خَبُثَ بَاطِنُهُ، وَقَدْ قَالَ الرَّسُولُ الصَّادِق _صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ_: «إِنَّ اللهَ یُحِبُّ الْعَبْدَ وَیُبْغِضُ عَمَلَهُ، وَیُحِبُّ الْعَمَلَ وَیُبْغِضُ بَدَنَهُ». وَاعْلَمْ أَنَّ كُلَّ عَمَلٍ نَبَاتٌ، وَكُلَّ نَبَاتٍ لاَ غِنَی بِهِ عَنِ الْمَاءِ، وَالْمِیَاهُ مُخْتَلِفَةٌ، فَمَا طَابَ سَقْیُهُ, طَابَ غَرْسُهُ وَحَلَتْ ثَمَرَتُهُ، وَمَا خَبُثَ سَقْیُهُ خَبُثَ غَرْسُهُ وَأَمَرَّتْ ثَمَرَتُهُ.
ومن خطبة له علیه السلام